بسـم الله الرحمن الرحيــم
د : عبدالرحمن السميط ..
أشترينا محطة إذاعة حكومة سيراليون وحولناهـا إلى
إذاعة للقرآن الكريم تبث باللغات المحليه
وعندمـا كنـا نذهب يوميا لإعداد الإذاعـة قبل أن تبدأ البث ..كنا نمر
بحاجــز عسكـري , وفي كـل مرهـ كـان الجنود يسألوننا : هـل بدأ البث ؟
فنجيبهم : في القريب إن شاء الله .
وفي أحد الأيام أوقفنا هؤلاء الجنـود وسألونا كـالعادهـ فأجبناهم : نـعــم
,وهنـا انفرجت أساريرهــم وبدؤوا يتحدثون فيما بينهم باللغة المحليه , ثم
أغلقوا الطريق أمـامنـا حتى لا ننـصرف ,ثـم جاؤوا بمذيـاع وطلبوا منا
البحـث عن موجة البث الخاصة بالإذاعة فضبطناها لهم وسمعوا القرآن الكـريم .
لم يصدق بعضهم أن هذا هو القرآن الكريم الذي يبث من الإذاعة ,ولكنهم بدؤوا
يرفعون المذيـاع بأيديهـم ويرقصـون فرحـا .
استغربنا من هذا الفعـل الغريب , أناس يرقصون وهم يسمعون القرآن ؟
سألناهم عن السبب
فقالوا : إن زملاءهم المسيحين كانوا دائما يستهزؤون بهم ,ويقولون لهم من
المستحيل أن ينجح المسلمون في تشغيل الإذاعة , ولهذ السبب لم يتمالكوا
أنفسهم من السعادهـ والفرحة عندما أستمعوا لبث الإذاعة لأول مرهـ .
وأدركتني
صلاة الجمعة وأنا في بلدة نكاتابي في شمال جمهورية مالاوي ,فأتجهت إلى
المسجد
الوحيد - الآيل للسقوط -في القرية , ثم صليت تحية المسجد وجلست لقراءة
القرآن ,إلا أنني لم أستطع أن أقرأ كلمة واحدة لأن أحدهم وقف وبدأ يهذر
بكلام لم أفهم منه كلمة واحدة ,بعدما عرفت أن يفترض أن ما قاله هو حديث
باللغة العربية ..؟
التي لايفهمها هو ولا أي من المصلين على إعتبار أنه جزء من طقوس صلاة
الجمعة عندهم ,بعد ذلك سمعنا جلبة وضجة خارج المسجد,ومالبث أن دخل شاب يحمل
عصا بيمناهـ
وباليسرى كتابا قديما ممزقا لخطب الجمعة بالعربية ,ويردد أهازيج ,ويذكر
الله في كل خطوهـ ثم يتوقف وخلفه الإمام ,وقد لبس فستانا نسائيا أحمر حتى
وصلا إلى المنبر فصعد الإمـام وظل الشاب أسفل المنبر ثم بدأ الامام الخطبة
التي يفترض أنه قرأها بالعربية لكنني لم أفهم موضوعها ,إلا أنني فهمت في
آخرها أنه يدعوا للسلطان العثماني عبدالعزيز سلطان وخاقان البحرين
شعرت بالألم والحسرة لأن المسلمين العرب قصروا في حق أخوانهم في كثير من
الأماكن
مقــال للدكتور : عبدالرحمن السميط ...
مجلة حياة للفتيات ..
العدد120
صدق
من سماهــا ..بالقــارة المنسيه ..
فهل سنتذكرها في يوم من الأيــام ؟؟
أتمنى ذلكـ ..