من عجائب الجنة
الحمد لله مالك يوم الدين الملك الحق المبين
ان الله سبحانه وتعالى قد أعدّ الجنة دارا لأهل كرامته وجعلها جزاءا لأهل احسانه وطاعته. سبحانه وتعالى خلق جنة عدن بيده وهو الذي يعطي بلا حساب وهو الكريم المنان سبحانه وتعالى, ونفوسنا في هذه الدنيا الدنية قد اشتغلت بالمادة ونسيت ما أعد الله من الجزاء ولذلك صار العمل قليلا والبذل ضعيفا ولو أن الناس تذكروا وتذاكروا ما أعد الله لهم اذا هم أخلصوا لله النية وعملوابالطاعة لتضاعفت أعمالهم وانصرفوا عن الدنيا الا قليلا, ولأخذوا منها كزاد الراكب وصار جلّ عملهم للآخرة.
والمسلم يحتاج بين الفيلة والفيلة والآونة والأخرى الى تذكرة تذكّره بالآخرة وتذكره بالجنة والنار.
ما جعل الله الجنة ولا قص علينا ما فيها الا لتتحرك الأرواح الى بلاد الأفراح والى مستقر رحمة الله سبحانه وتعالى.
ان في الجنة لعجبا أنبئنا عن ذلك ربنا سبحانه وتعالىونبينا محمد صلى الله عليه وسلم, فمن عجائب الجنة أن أهل الجنة يعرفون منازلهم ومساكنهم اذا دخلوا الجنة ما لم يروها قبل ذلك. كما قال الله سبحانه وتعالى:
( والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم سيهديهم ويصلح بالهم ويدخلهم الجنة عرفها لهم).
قال مجاهد يهتدي أهلها الى بيوتهم ومساكنهم لا يخطئون كأنهم ساكنوها منذ خلقوا
وعرفها لهم أي بينها لهم حتى عرفوها من غير استدلال فلا يحتاجون الى سؤال وانما يذهبون الى بيوتهم مباشرة.
وقال بعض السلف يعرفونها كما تعرفون بيوتكم في الدنيا اذا انصرفتم يوم الجمعة وقال النبي صلى الله عليه وسلم:" والذي نفسي بيده ان أحدهم بمنزله في الجنة أدلّ منه بمسكنه كان في الدنيا". فانظر الى هذا النعيم من أوله يدخلون الجنة فيتجهون الى مساكنهم مباشرة لا يحتاجون الى دليل ولا الى قائد فان الرحمن قد زرع في نفوسهم معرفة البيت مع أنهم دخلوها الآن. أما بنائها فمن عجائبها فان الجنة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:" الجنة بنائها لبنة من فضة ولبنة من ذهب وملاطها المسك الأذفر". هذا الطين الذي يكون بين اللبن بين هذه اللبنات انه من المسك شديد الرائحة وحصبائها الحصا الموجود
في أرض الجنة اللؤلؤ والياقوتوتربتها الزعفران. وقال النبي صلى الله عليه وسلم:" بينا أنا أسير في الجنة اذ عرض لي نهر حافّتاه قباب اللؤلؤ المجوّف قلت يا جبريل ما هذا؟ قال هذا نهر الكوثر الذي أعطاكه الله ثم ضرب بيده الى طينه فاستخرج مسكا فهذا طين النهر من المسك".
قال العلماء تربتها متضمنة للنوعين المسك والزعفران. وقال بعضهم زعفران باعتبار لونه مسك باعتبار رائحته.
ولما كفّى عباد الله المؤمنون في الدنيا عن المحرمات عوضهم الله خيرا لما كفوا عن استعمال آنية الذهب والفضة في أكلهم وشربهم كوفئوا على ذلك. بأنهم يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:" لا تشربوا في آنية الذهب والفضة ولا تأكلوا في صحافهما فانها لهم فيالدنيا ولكم في الآخرة".
قال الله عز وجل: ( يطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب كانت قواريرا. قواريرا من فضة قدروها تقديرا). هل رأيت في عمرك أو سمعت الى ساعتك هذه أنه يوجد في الدنيا كوب زجاجي من الفضة
هل رأيت كوبا من فضة خالصة له شفافية الزجاج لم نرى ذلك في الدنيا لكنه يوجد في
الجنة. وأكواب كانت قواريرا قواريرا من فضة. هل يوجد لها نظير؟ هي قوارير كالزجاج أخبر سبحانه أن مادة تلك الآنية أنها من فضة وأنها بصفاء الزجاج وشفافينه وها من أحسن الأشياءوأعجبها.
وكذلك فأهل الجنة يطاف عليهم بصحاف من ذهب فيها الوان الطعام وأكواب فيها الوان الشراب هذه الصحاف متنوعة عليها أكل متنوّع صحاف من ذهب حرموا أنفسهم في الدنيا امتثالا وطاعة لله وهم في اليوم الآخر وهم اذا دخلوا الجنة, ( يطاف عليهم بصحاف من ذهب).
روى أبو يعلى الموصلي رحمه الله تعالى باسناد صحيح جيد عن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه الرؤيا فربما رأى الرجل رؤياه فيسأل عنه النبي صلى الله عليه وسلم اذا لم يكن يعرفه فاذا اثنى عليه معروف كان أعجب لرؤياه اليه, كما قال النبي عليه الصلاة والسلام أصدقكم رؤيا أصدقكم حديثا. فأتته امرأة فقالت يا رسول الله رأيت كأني أوتيت فأخرجت من المدينة فأدخلت
الجنة فسمعت وجبة انفتحت لها الجنة فنظرت فاذا فلان ابن فلان وفلان ابن فلان فسمّت اثني عشر رجلا هذه المرأة في منامها, يقول النبي صلى عليه الصلاة والسلام رأته في منامها اثني عشر رجلا سمت اثني عشر رجلا كان رسول الله قد بعث سرية قبل ذلك بعث هؤلاء الاثني عشر في سرية فراحت السرية وجاءت المرأة في غياب السرية
تقول رأيت في المنام اثني عشر رجلا دخلوا الجنة فجيئ بهم عليهم ثياب خلث تشخب أوداجهم فقيل اذهب بهم الى نهر البيدخ أو البيدح فرمت فيه فخرجوا ووجوههم كالقمر ليلة البدر فأتوا بصحفة من ذهب فيها بشر فأكلوا من ذلك ما شاءوا فما يقلبونها من وجه الا أكلوا من الفاكهة ما أرادوا وأكلت معهم انتهت الرؤيا.
فجاء البشير من تلك السرية فقال أصيب فلان وفلان حتى عدّ اثي عشر رجلا أصيبوا شهداء قتلوا فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم المرأة قال قصي رؤياك فقصّتها وجعلت تقول هي بفلان وفلان كما قال هذا الرجل الذي جار رواه الامام أحمد كذلك واسناده على شرط مسلم.
لما ترك المؤمنون في الدنيا الحرير صار الحرير جزاءا لهم في الجنة. كما قال الله عز وجل( وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا). وصار لباسهم الحرير رجالا ونساءا ولباسهم فيها حرير لما ترك الرجال المؤمنون الحرير في الدنيا البسوه في الجنة وكما ترك الرجال المؤمنون الذهب في الدنيا, يا من تتختمون بالذهب اسمعوا كما ترك الرجال المؤمنون الذهب في الدنيا البسوه في الجنة قال الله ( يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا). أساور من ذهب ولؤلؤا هل هس أساور من ذهب وأساور من لؤلؤ أم هي أساور من ذهب مرصعة بالؤلؤ؟ كلاهما محتمل قال النبي صلى الله عليه وسلم:
لو أنّ رجلا من أهل الجنة اطلع فبدا سواره لطمس ضوء الشمس كما تطمس الشمس ضوء النجوم". حديث صحيح.
أحسنوا الوضوء يا عباد الله اغسلوا أعضاء الوضوء جيدا ولو في البرد فان النبي صلى الله عليه وسلم قال:" تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء". الحلية يلبسها في الجنة على حسب ما يبلغ الوضوء من أعضائه. وروى الامام أحمد بسند قوي ورجاله رجال الصحيح أن القرآن يلقى صاحبه يوم
القيامة حين ينشق عن قبره. النبي عليه الصلاة والسلام يقول:
" ان القرآن يلقى صاحبه يوم القيامة حيث ينشق عن قبره كالرجل الشاحب فيقول له
هل تعرفني؟ فيقول له ما أعرفك فيقول له القرآن أنا الذي أظمأتك في الهواجر عطشتك في الصيام واليوم الشديد الحرّ أنا الذي أظمأتك في الهواجر وأسهرت ليلك.
وانّ كل تاجر من وراء تجارته, التجارة تعود للمردود وانك اليوم من وراء كل تجارة فيعطى الملك بيمينه والخلد بشماله ويوضع على رأسه تاج الوقار ويكسى والداه حلتين لا نكون لهما الدنيا فيقولان بما كسينا هذا فيقال بأخذ ولدكما القرآن.
يا معشر الآباء انظروا الى ما يكون للوالدين عندما يعلمان الولد القرآن في الدنيا ويشجعانه عليه فيقال بأخذ ولدكما القران ثم يقال له اقرأ واصعد في درج الجنة وغرفها فهو في صعود ما دام يقرأ حدرا كان أو ترتيلا.
ومن عجائب الجنة أن أنهارها تجري في غير أخاديد فان أنهار الدنيا تجري في شقوق في الأرض تشق شقا وتجري في أخدود أما أنهار الجنة تجري على سطح أرض الجنة لا تجري في أخاديد كما جاء ذلك عن أنس رضي الله عنه موقوفا وكذلك أخذه بعض العلماء من قول الله ( وماء مسكوب) . وهذا نهر الكوثر حافتاه من ذهب ومجراه على الدر والياقوت تربته أطيب ريحا من المسك وماؤه أحلى من العسل وأشد بياضا من الثلج هذا هو شيء مما أعد الله لأهل طاعته ويوجد في الجنة طعام عجيب وشراب عجيب فمن طعامها الطير يكون مشويا وغير ذلك يأكلونه لذيذا فيها ما تشتهي الأنفس وتلذ
الأعين وهم فيها خالدون. وطير الجنة عجيبة فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح عن الكوثر هو نهر أعطانيه ربي أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل فيه طيور أعناقها كأعناق الجذر, جمع جذور مثل الجمل هذه الطير الواحد منها كالجمل كالبعير في الحج فقال عمر رضي الله عنه انها يا رسول الله لنعمة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم آكلها أنعم منها( وفاكهة مما يتخيرون. ولحم طير مما يشتهون). فأين العاملون يا عباد الله؟ أين المجتهدون في تحصيل الجنة؟ أين المشمرون لنيل
ثوابها؟ زتحصيل ما أعد الله فيها أين أصحاب الحبال الموصلة. ومن عجائبها أن بيوت أهلها خيام ليست من القمش لكنها من اللآلأ المجوفة أي لؤلؤة في الدنيا أكبر ما أكبر لؤلؤة في الدنيا لكن بيوت أهل الجنة مجوفة في اللآلأ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:
" ان للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة واحدة طولها ستون ميلا فيها
أهلون يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضا.وفي رواية أيضا في الصحيحين الخيمة درّة طولها في السماء ستون ميلا في كل زاوية منها أهل لا يراهم الآخرون فهو يطوف عليهم ويأتي ويجامع في تلك الزوايا في هذه اللؤلؤة المجوفة كل زاوية منها أهل له لا يراهم الآخرون.
وأما عن الزرع فانه من أعجب العجب قال الله تعالى : ( وفيها ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين).
لو سألك ولدك يوجد في الجنة العاب" أو يوجد في الجنة كذا وكذا من الحلويات قل
له فيها ما تشتهي الأنفس كل ما تشتهي اذا دخلت الجنة ستجده موجودا وتلذ الأعين.
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم:" أنه كان يوما يحدث وعنده رجل من
أهل البادية قال عليه الصلاة والسلام ان رجلا من أهل الجنة استأذن ربه عز وجل في الزرع يريد أن يزرع في الجنة فقال له الله عز وجل أولست فيما شئت؟ فقال بلاولكني أحب أن أزرع فأسرع وبذر فبادر الطرف نباته واستوائه واستحصاده وتكويره أمثال الجبال في طرفة عين يقول فبادر الطرف نباته واستوائه واستحصاده وتكويره أمثال الجبال فيقول الله عز وجل دونك يا ابن آدم فانه لا يشبعك شيء
فقالالأعرابي الجالس يا رسول الله لا تجد هذا الا قرشيا أو أنصاريا فانهم أصحاب زرع وأما نحن فلسنا بأصحاب زرع نحن بادية فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم". رواه البخاري في صحيحه.
ومن عجائبها أنه يوجد فيها ظل ولا يوجد فيها شمس وأن الظل الموجود في الجنة لا ينحسر ولا يتقلّص قال الله تعالى( وظل ممدود). مثل الجنة التي وعد المتقون تجري من تحتها الأنهار أكلها دائم وظلها).
لا ينقص من ثمرها شيء وظلها دائم وكذلك لا ينحسر فان الجنة ليس فيها ليل باتفاق العلماء كله نهار مع أنه لا يوجد فيها شمس وجاء عن بعض السلف تشبيهه بالوقت الذي يكون بين الفجر وطلوع الشمس فليس فيها ليل وأهلها لا ينامون لأنّ النوم أخ الموت ولو ناموا لفات عليهم نعيم, والله أدخلهم الجنة ليتنعّموا طيلة الوقت فأهلها لا ينامون .
ومن عجائبها استمرار الأكل مع عدم الحاجة الى قضاء الحاجة كما جاء في سنن النسائي باسناد صحيح عن زيد بن أرقم قال جاء رجل من أهل الكتاب الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا أبا القاسم تزعم أن أهل الجنة يأكلون ويشربون قال نعم والذي نفس محمد بيده ان أحدهم ليعطى قوة مئة رجل في الأكل والشرب والشّهوة والجماع قال اليهودي فان الذي يأكل ويشرب تكون له الحاجة وليس في الجنة هذا
فسّر لي قال تكون حاجة أحدهم يقول النبي عليه الصلاة والسلام تكون حاجة أحدهم شبعا يفيض من جلودهم كرشح المسك فيظمر بطنه هذا قضاء الحاجة في الجنة رشح على الجلد رائحته كرائحة المسك ثم تظمر البطن فيعود للأكل فهم دائما في أكل ودائما في شراب ودائما في لذة.
ومن عجائبها ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم أن مجامرهم الألوّة وهو نوع من الطيب مخصوص في الدنيا يجلب من الهند لكن في الآخرة يختلف ليس في الجنة مما في الدنيا ا الأسماء, فيها رمان لكن ليس كرمان الدنيا ونخيل لا كنخيل الدنيا وهكذا هذا نوع من الطيب.
قال بعض العلماء يكون له بخار من غير نار في المجامر بخور من غير نار. ومن عجائب الجنة أن أهل الجنة كما قال الله ( على سرر متقابلين) ( ونزعنا ما في صدورهم من غل اخوانا على سرر متقابلين).
بزوغ بعضهم لبعض لكن لا يمكن أن يستدبر أحدهم الآخر لا يكون دبر انسان الى وجه انسان آخر كم عددهم كثير مناطقهم متوزعة في الجنة أعلى وأسفل ويمين وشمال لكن لا يستدبر أحدهم الآخر متقابلين طيلة الوقت وجوه بعضهم لبعض والله على كل شيء قدير.
هذا من نعيمهم ونعود ونقول. أيها الأخوة اننا في غمرة هذه الدنيا انشغلنا بالتجارات والوظائف والأموال
والأولاد والزوجات والسياحة والسفريات والكماليات والأسواق والأسهم والسندات بالحلال والحرام, ونسينا الجنة ونسينا ما فيها ولا نطلع على شيء من النعيم الا نادرا ولا نقرأ الا قليلا واذا قرأنا لا تندبر ولو أننا تدبرنا ما أعد الله لتغيرت أحوالنا والله ولأسرعنا الخطى الى دار الكرامة ودار السلام ودار
الأمان الجنة التي عرضها السموات والأرض.
زمن عجائب الجنة أيها المسلمون ونحن المخاطبون بآيات الذكر الحكيم من عجائب الجنة ما فيها من الأزواج المطهرة كما قال الله ( ولهم فيها أزواج مطهرة). قال العلماء مطهرة من الحيض والغائط والنجاسة والبصاق لا يحضن ولا يبلن ولا يتغوّطن ولا يمزين ولا يبصقن ولا يتنخّمن, طهرهن الله من كل قذر ومأثم ( كأنهم لؤلؤ مكنون). صفائهن صفاء الدر الذي في الأصداف لم تمسه الأيدي وقال الله ( وزوجناهم بحور عين).
وهي المرأة الشابة الحسناء الجميلة البيضاء شديدة سواد العين في شدة البياض يحار فيها الصرف من رقة الجلد وصفاء اللون ( كأنهن بيض مكنون). واسعات الأعين حسان الأعين قاصرات الطرف الا على أزواجهن كأنهن الياقوت والمرجان, صفاء الياقوت في بياض المرجان ( لم يطمثهن انس قبلهم ولا جان). فهي بكر كلما أتاها عربا متحببات الى أزواجهن أترابا في سن واحدة سواعد قد
تكعّب ثديها فليس بالمتدلي .جاء وصفها كما في صحيح البخاري لو اطلعت امرأة من نساء أهل الجنة الى الأرض لملأ ما بينهما ريحا ولأضاءت ما بينهما ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما
فيها وقال أيضا:النبي صلى الله عليه وسلم: " للرجل من أهل الجنة زوجتان من الحور العين على كل واحدة سبعون حلة".
ومن عجائب الجنة أنّ فيها غناء يا سامعين الغناء والموسيقى ويا متسمعي الطرب والمعازف الجنة يوجد فيها غناء فان الله ما حرم علينا شيئا الا وجعل لنا خيرا منه, ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه.
عن ابن عمر قال: قال رسول الله ثلى الله عليه وسلم:" ان أزواج أهل الجنة يغنّين أزواجهن بأحسن أصوات ما سمعها أحد قط ان مما يغنّين به كلمات الأغاني نحن الخيرات الحسان أواج قوم كرام ينظرن بقرة أعيان وان مما يغنّين به نحن الخالدات فلا يمتن نحن الآمنات فلا يخفن هم المقيمات فلا يظعنّ والظعن هو الترك والرحيل نحن الخيرات الحسان أزواج قوم كرام ينظرن بقرة أعيان نحن الخالدات فلا يمتن نحن الآمنات فلا يخفن نحن المقيمات فلا يظعنّ.
من ترك الغناء في الدنيا عوضه الله من غناء أهل الجنة ومن ترك منكرات الأسواق في الدنيا فان هناك سوق في الجنة صدّق لأنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال ذلك وآمن لأنه رواه مسلم في صحيحه باسناد صحيح عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" ان في الجنة لسوقا يأتونها كل جمعة سوق الجمعة موجود في الجنة يأتونها كل جمعة فتهب ريح الشمال فتحثوا وجوههم وثيابهم من كذبان المسك فتحثوا وجوههم وثيابهم فيزدادون حسنا وجمالا فيرجعون الى أهليهم وقد ازدادوا حسنا وجمالا فيقول لهم أهلوهم والله لقد ازدتم بعدنا حسنا وجمالا فيقولون والله أنتملقد ازدتم بعدنا حسنا وجمالا فالحسن والجمال في ازدياد دائم من الرجال والنساء بعضهم لبعض".
وعجائب الجنة كثيرة وهذه مقتفاه ونذر يسير ثم انه مهما تخيلناه فان الأمر أعلى من ذلك ولا يمكن تصوره لأنه ليس في الجنة. ان في الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر يعني مهما تخيّلته لأنه قال ولا خطر على قلب بشر لا يمكن تصوره فماذا بعد هذا؟
لماذا الانغماس في المعاصي وترك الطاعات والتكاسل عن العبادات وقد حفّزنا الله لدار كرامته وذكر لنا بالتفاصيل من الأشياء التي تحرك ( من كان له قلب أو القى السمع وهو شهيد). اللهم اجعلنا من اهل الجنة, اللهم اجعلنا من أهل الجنة وأدخلنا اياها مع الأبرار, اللهم اجعلنا من الذين ينظرون الى وجهك الكريم في ظلال على الأرائك ينظرون.
اللهم انا نسألك الجنة وما قرب اليها من قول وعمل اللهم باعد بيننا وبين جهنم كما باعدت بين المشرق والمغرب. اللهم اجعلنا من عبادك الأخيار وجندك الأبرار واجعلنا من السعداء في الدنيا وفي الآخرة يا أرحم الراحمين. واغفر لنا اجمعين في هذه الساعة يا رب العالمين.