قال الحافظ ابن حجر :
" وفيه اختلاف بين العلماء في مواضع :
فمنهم من قصر التكبير على أعقاب الصلوات , ومنهم من خص ذلك بالمكتوبات دون النوافل , ومنهم من خصه بالرجال دون النساء , وبالجماعة دون المنفرد , وبالمؤداة دون المقضية , وبالمقيم دون المسافر , وبساكن المصر دون القرية .
وظاهر اختيار البخاري شمول ذلك للجميع ,
والآثار التي ذكرها تساعده .
وللعلماء اختلاف أيضا في ابتدائه وانتهائه فقيل :
من صبح يوم عرفة , وقيل من ظهره , وقيل من عصره , وقيل من صبح يوم النحر , وقيل من ظهره .
وقيل في الانتهاء إلى ظهر يوم النحر , وقيل إلى عصره , وقيل إلى ظهر ثانيه , وقيل إلى صبح آخر أيام التشريق , وقيل إلى ظهره , وقيل إلى عصره .
حكى هذه الأقوال كلها النووي إلا الثاني من الانتهاء .
وقد رواه البيهقي عن أصحاب ابن مسعود ولم يثبت في شيء من ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث ,
وأصح ما ورد فيه عن الصحابة قول علي وابن مسعود أنه من صبح يوم عرفة آخر أيام منى أخرجه ابن المنذر وغيره والله أعلم .
وأما صيغة التكبير فأصح ما ورد فيه ما أخرجه عبد الرزاق بسند صحيح عن سلمان
قال " كبروا الله , الله أكبر الله أكبر , الله أكبر كبيرا "
ونقل عن سعيد بن جبير ومجاهد وعبد الرحمن بن أبي ليلى أخرجه جعفر الفريابي في " كتاب العيدين " من طريق يزيد بن أبي زياد عنهم وهو قول الشافعي وزاد " ولله الحمد " , وقيل يكبر ثلاثا ويزيد " لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلخ " ,
وقيل يكبر ثنتين بعدهما " لا إله إلا الله , والله أكبر الله أكبر , ولله الحمد " جاء ذلك عن عمر , وعن ابن مسعود نحوه وبه قال أحمد وإسحاق , وقد أحدث في هذا الزمان زيادة في ذلك لا أصل لها . "
يتبع بإذن الله تعالى