إستدراج الله للعبد

عدد المساهمات : 493 تاريخ التسجيل : 16/07/2010

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

إستدراج الله للعبد

( ابن آدم خلق خطاء إلا مارحم الله, عز وجل) إن العبد ينبغي عليه أن لايشتغل بحسناته فإن الله عز وجل لاينقصه شيئآ منها بل ينبغي عليه أن يشتغل بسيئاته فيحدث لها توبه ويظل على الخوف من عاقبتنها حتى يلقى الله عزوجل ,قال بعض السلف ,ينجون من النار بالعفو ويدخلون الجنة بالرحمة ويتقاسمون الدرجات العلى بأعمالهم, قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لن ينجي أحدآ عمله قالوا ولا أنت يارسول الله قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته )
وجاء عن عطاء بن يسار قال ( تبدى إبليس لرجل عند الموت فقال نجوت مني قال ماأمنتك بعد ) وعن أبي ميسرة أنه آوى الى فراشه فقال ( ياليت أمي لم تلدني فقالت له امرأته ياأبا ميسرة أن الله قد أحسن اليك أن هداك للإسلام ,
فقال أجل ولكن الله قد بين لنا أنا واردوا النار ولم ينبئنا أنا صادرون عنها ) ويقصد هنا قول الله تبارك وتعالى (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا) فتفكر أخي حين تعرض على النار وترد عليها هل أنت صادر عنها وناج أم أنك تهلك
وقال ابوبكر رضي الله(يامعشر المسلمين استحيوا من الله فو الذي نفسي بيده إني لأظل حين أذهب الى الغائط في الفضاء متقنعآ بثوبي استحياء من ربي عز وجل ) إن الذي يخلون بانفسهم في الغرف لا يخجلون من النوم عراة لا ثوب ولا ستر كأنهم خرجوا من بطون أمهاتهم وبعضه إذا ذهب الى البحر أو بركة الماء يتسبح وعليه ثوب رقيق تخرج عورته وإن كلمته قال أنا رجل ما أستحي اليس الحياء من الإيمان,
كما قال عقبة بن مسلم ( إذا كان الرجل على معصية الله تعالى أو قال على معاصي الله فأعطاه الله مايحب على ذلك فليعلم أنه في أستدراج منه ) قال تعالى (فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْراً فَهُم مِّن مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ أَمْ عِندَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ ) وهذا تهديد شديد أي دعني وإياه أنا أعلم به منه كيف أستدرجه وأمده في غيه وهم لا يشعرون بل يعتقدون أن ذلك من الله كرامة وهو في نفس الأمر إهانة كما قال تعالى ( وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ) أي وأؤخرهم وأنظرهم وأمدهم وذلك من كيدي ومكري بهم عظيم لمن خالف أمري وكذب رسلي واجترأ على معصيتي 0وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله تعالى ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ) ثم قرأ ( وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) أنك يا محمد تدعوهم إلى الله عز وجل بلا أجر تأخذه منهم بل ترجو ثواب ذلك عند الله تعالى وهم يكذبون بما جئتهم به بمجرد الجهل والكفر والعناد ) وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب فإنما هو استدراج, الواجب على العاقل أن يحذر مغبة المعاصي؛ فإن نارها تحت الرماد، وربما تأخرت العقوبة، وربما جاءت مستعجلة .ما أقسى قلبه، (من الدنيا) من زهرتها وزينتها ما يحبه العبد من نحو مال وولد وجاهرعلى معاصيه وعاكف عليها وملازم لها وأخذ بتدريج واستنزال من درجة إلى أخرى، فكلما فعل معصية قابلها بنعمة وأنساه الاستغفار فيدنيه من العذاب قليلاً قليلاً ثم يصبه عليه صباً. وإذا سمعت بحال الكفار وخلودهم في النار فلا تأمن على نفسك فإن الأمر على خطر، فلا تدري ماذا يكون وما سبق لك في الغيب، ولا تغتر بصفاء الأوقات فإن تحتها غوامض الآفات.وكم من مستدرج بالإحسان وكم من مفتون بحسن القول فيه. وكم من مغرور بالستر عليه،
فاتق الله وأتبع السلف الصالح وأحذ من الذنوب والمعاصي فأنها تهلكك

وفقك الله لما يحبه ويرضاه